خلال الأعوام الثمانين الماضية ومنذ إنشاء طريق شيكاغو السريع Lake Shore Drive على جانب البحيرة حاول المخططون بجهد لخلق توازن بين الحفاظ على حركة المرور والحفاظ على أرض المتنزهات الأولى في المدينة بآن واحد.
وقد تعرض هذا الشارع المعروف إلى العديد من أعمال التوسيع إضافة لمشاريع لتسهيل مرور المشاة على مر السنوات الماضية حيث حاولت المدينة الحفاظ على المتنزهات والشوارع التاريخية على طول الطريق.
وفي الأسابيع الماضية كشف مسؤولون محليون عن أكبر خطة إعادة تطوير منذ عقود لمنطقة North Lake Shore Drive بين كل من Grand Avenue وHollywood Avenue وهي منطقة تختنق بالازدحام المروري وحركة المشاة وسائقي الدراجات الهوائية والفيضانات من بحيرة Michigan. ووفقاً للخطة فإنه سيتم إزاحة شاطئ Oak Street وNorth Avenue وإضافة أرض متنزه وأيضاً فصل خطوط المشاة والدراجات بشكل أكبر.
والمشكلة الأكبر هي اختلاف وتعدد مستخدمي الطريق وذلك وفقاً لـ Jeff Sriver مدير تخطيط وبرمجة النقل في قسم النقل في المدينة. “إنه ليس مجرد شارع أو طريق سريع” ويقول “حيث أن العديد من المتنقلين يستخدمون هذا الطريق، كما توجد عليه خطوط حديدية للـ CTA. وهو أيضاً المسار الموجود على واجهة البحيرة. أضف إلى ذلك النشاط الدائم في المتنزه. إنه أكثر تعقيداً وتشويقاً من أي مشروع عادي آخر.”
وفي اجتماع عام في مركز الطلاب في جامعة DePaul، عرض أعضاء من فريق العمل نماذج حاسوبية لعدة خيارات ما زالت في طور التفكير.
ومن بين هذه الخيارات كان هناك اقتراح بإضافة بضعة مئات من الأقدام لشاطئ البحيرة في Near North Side، لتقل الحاجة بذلك إلى إغلاق أجزاء من الطريق خلال العواصف. “إننا نحتاج إلى توسيع المتنزه والجدار البحري باتجاه البحيرة لحماية Lake Shore Drive من الفيضانات، وبالتالي لن تصل الأمواج أبداً إليه كما تفعل اليوم” قال Sriver. “وإنها لصدفة مناسبة أننا سنستطيع استخدام كل هذه المساحة كمتنزه.”
ستسمح المساحة الإضافية لإنشاء خط سير في كلا الاتجاهين، كما أنه سيسمح للانحناء الشهير بشكل حرف الـ S قرب Oak Street أن يصبح مستقيماً نوعاً ما، ففي هذه المنطقة تحدث الكثير من حوادث السير. ويمك بذلك لحدود السرعة في المنحنى أن تصبح 40 ميلاً في الساعة كما هي في الأجزاء الأخرى من الطريق بدلاً من الـ 25 ميلاً في الساعة المتاحة حالياً، وذلك وفقاً لما قاله Sriver.
وبالنسبة لتقاطع Chicago Avenue الذي يتوجب على السيارات فيه أن تقوم بمناورات صعبة فقد تم إعادة تصميمه دون إشارات ضوئية، حيث سيسير شارع Lake Shore Drive تحت Chicago Avenue.
ويأمل المسؤولون أن عمليتي الإصلاح ستزيل العبء عن أكثر المناطق احتقاناً وعرضة لحوادث السيارات، حيث أدت إلى 1165 حادث سير سنوياًوذلك بين 2007 و2011 وفقاً للبيانات.
“يسرني مشهد مدينتنا الجميل، وقد أعلنوا مسبقاً أن الأمان هو الأولوية رقم 1” قال Larry Nutson ذي الـ 74 عاماً من Lakeview. “لكن السرعة وقوانين سرعة العربات هي مشكلة، خصوصاً في منطقتي وبوجود الدراجات النارية ذات السرعة العالية. لذلك فإني آمل أن أشهد انخفاضاً في حركة المرور. تحتاج المدينة لأن تجد طريقة لتطبق هذا الأمر، لأن العديد من الناس لا يعرفون ما هي حدود السرعة أصلاً.”
كما أن فريق العمل يأخذ بعين الاعتبار إمكانية تخصيص خطوط سير خاصة للباصات أو للعربات المكتظة أو إنشاء خطوط سير مدفوعة.
على كل حال فإن الازدحام ومسائل الأمان لا تخص السائقين وحدهم فقط. فقد عرض المسؤولون خططاً لتخفيف التداخل بين سائقي الدراجات والمشاة. وفي العديد من الأحوال كان الاقتراح هو تخصيص مسار للدراجات يسير فوق أنفاق المشاة. وفي حين أن الخطط الهادفة لفصل مسارات المشاة وسائقي الدراجات على طول الـ Lakefront هي في طور العمل، فإن الأفكار الجديدة تهدف إلى الحفاظ على وتوسيع المساحة بين المسارات ذات السرعة العالية والأخرى ذات السرعة المنخفضة.
وبعض الحلول البديلة دعت إلى إزالة بعضاً من مداخل أنفاق وجسور المشاة، والتي نصفها في حالة سيئة أصلاً، واستبدالها بأخرى جديدة. وضمن هذه الخطط فإنه سيتم إزالة نفق Division Street لصالح النفق الموجود في Banks Street، وهو ما أثار حفيظة Doug Saleeby ذي الـ 62 عاماً والقاطن في Gold Coast. “إنني في الواقع أعيش هناك، وأرى مليون طفل يومياً يركبون الـ Red Line للوصول إلى الشاطئ” قال Saleeby. “ولا أظن أن الناس الذين يعيشون هناك سيرغبون أن يمشي الأطفال على طول Astor وBanks للوصول إلى هناك.”
كما كشف الاجتماع أيضاً عن خيارات لم تحصل على الموافقة، بما فيها اقتراح لخط سكة قطار خفيف والتي رأى الفريق أنها ستكلف حوالي 4 مليارات دولار. كما تم رفض اقتراحات لنفق تحت الماء في بحيرة Michigan ونفق تحت الأرض على طول Lake Shore Drive وطريق مرتفع فوق البحيرة بين Chicago Avenue وDiversey Parkway.
وبكلفة تقدر بـ 3 مليارات دولار فإن الأنفاق ستكلف أكثر بكثير من الخيارات البديلة الأخرى وفقاً للمسؤولين، كما ستتطلب كلفة مرتفعة لتشغيل أنظمة التهوية الكبيرة من أجل عوادم السيارات ضمن الأنفاق.
لم يتم تحديد الكلفة ومصادر التمويل بعد وفقاً لمسؤولي النقل في الولاية والمدينة. ولن تبدأ المشاريع حتى 2019 على أقل تقدير.
“إن هذا سيعيد تشكيل الآلية التي تسير بها السيارات مستقبلاً” قال Sriver. “سيكون ذلك بمثابة “القيادة الجديدة” وليست القيادة ذاتها التي عاصرناها مدة 80 عاماً. نرغب بالحفاظ والاستمرار بالنواحي الجيدة ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار وظيفة وحاجة مستخدمي المتنزه. إننا نرى فرصة عظيمة لإعادة تشكيل آلية عمل ذلك.”