تمكين الهوية العربية الأمريكية: الاعتراف بهوية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعداد السكاني.

لم تشعر مايا الأتاسي بالراحة عند الرد على النماذج الحكومية التي تطلب منها تحديد عرقها بوضوح كونها بيضاء.

كانت السيدة الأتاسي تتردد في اختيار هويتها على أنها آسيوية، ولكن القوانين الصارمة كانت تضطرها دائمًا إلى تحديد هويتها كواحدة من البيض. على الرغم من أنها ولدت في الولايات المتحدة، إلا أن الأتاسي غالباً ما كانت تسافر إلى سوريا بلد والديها الأصلي. كانت الروابط مع بلدها جزءًا مهمًا من هويتها التي لم تُدْرَج في الأسئلة المتعلقة بالعرق.

تقول الأتاسي، وهي المديرة التنفيذية المشاركة لشبكة المجتمع السوري ومقرها شيكاغو:  “مؤخراً تمكنت من رؤية كيفية عمل النظام، وكيف توجد قوة في النظام لاستبعاد الناس، ولكن هناك أيضاً قوة في النظام للدفاع عن احتياجاتك”.

قريبًا جدًا، سيتمكن الأشخاص الذين هم جزء من الجالية العربية الأمريكية من اختيار فئتهم الخاصة في النماذج الحكومية. وهذا يعني أنه سيُعْتَرَف بهم كمجموعة منفصلة في الوثائق الرسمية. وقد أعلن مكتب المعلومات والشؤون التنظيمية حديثاً، وهو جزء من المكتب التنفيذي للرئيس بايدن، أن الحكومة الاتحادية ستضيف فئة الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا كفئة للعرق والإثنية.

“لافتات تعلن عن تعداد 2020 معلقة بالقرب من ساوث ساكرامنتو درايف وويست روزفلت رود في حديقة دوغلاس بارك السابقة في الجانب الجنوبي الغربي. Ashlee Rezin/Sun-Times]

هناك ضغط منذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل، من أجل احتساب المجتمع العربي الأمريكي كفئة عرقية منفردة. وقد استعاد هذا الضغط زخمه بعد عدم تضمن تعداد 2020 الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا كفئة عرقية مستقلة. وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت منظمة خدمات الأسرة العربية الأمريكية إلى دفع مشروع قانون مجلس النواب رقم 3768 في المجلس التشريعي لولاية إلينوي، والذي وُقِّع ليصبح قانونًا من قبل الحاكم ج. بريتزكر في عام 2023. أضاف الإجراء إضافة الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا كفئة عرقية إلى استمارات الولاية، والتي يجب أن تعتمدها جميع وكالات الولاية بحلول العام المقبل.

وقال النائب عن الولاية عبد الناصر راشد، الذي قدم التشريع، إنه يعتقد أن إلينوي كانت أول ولاية في البلاد تضيف الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا كفئة عرقية. قال راشد أنه من المهم أن تبدأ الولاية في جمع البيانات حول المجتمع العربي في وقت أقرب من التعداد العشري القادم.

ويعني هذا التغيير أن التعداد السكاني لعام 2030 سيجمع لأول مرة بيانات عن عدد العرب الأمريكيين الذين يقيمون في جميع أنحاء البلاد. ويشمل الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا الأشخاص الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم لبنانيون أو إيرانيون أو مصريون أو سوريون أو عراقيون أو فلسطينيون أو مجموعات أخرى مثل المغاربة واليمنيين والأكراد، وفقًا للحكومة الاتحادية.

مايا أتاسي، المديرة التنفيذية المشاركة لشبكة المجتمع السوري، تقف في مقر المنظمة غير الربحية في الجانب الشمالي، الثلاثاء 2 نيسان 2024. Ashlee Rezin/Sun-Times

 في السابق، غالباً ما كان الأمريكيون العرب يكافحون لتمثيل هوياتهم بدقة في الاستمارات الحكومية، مع وجود خيارات محدودة لا تعكس تراثهم وأصولهم تماماً. من الآن فصاعداً سيكون لديهم تمثيل أكثر دقة لمجتمعهم. وبالإضافة إلى الاعتراف بالأمريكيين العرب كفئة عرقية متميزة، تقوم الحكومة أيضاً بتغيير الطريقة التي تسأل بها عن العرق والإثنية. فبدلاً من سؤالين منفصلين، سيكون هناك سؤال واحد يسمح للناس باختيار أكثر من فئة واحدة. من المتوقع أن يؤدي هذا التغيير إلى تحسين الموارد، ويؤدي في النهاية إلى مزيد من القوة السياسية للجالية العربية الأمريكية.

أضافت الأتاسي، من شبكة المجتمع السوري، أنها تأمل أن تدعم البيانات الاحتياجات التي تراها للمزيد من خدمات الترجمة في المؤسسات الاجتماعية بدءًا من المدارس إلى المراكز الطبية. وقالت إنه في كثير من الأحيان لا توجد مواد أو أشخاص متاحون لتوفير الترجمة للناطقين باللغة العربية؛ لأنه لم تُحَدَّد كلغة أساسية.

يعتقد القادة في المجتمع العربي الأمريكي في منطقة شيكاغو أن هذا التغيير الذي طال انتظاره سيسمح لهم أخيرًا بسرد قصصهم الحقيقية وتسليط الضوء على الفوارق. ومن خلال تسجيل احتياجات مجتمعهم، يأملون أن يتمكنوا من الدفاع بفعالية عن حقوقهم ورفاهيتهم.

يمثل هذا التحول تقدماً نحو تمثيل أكثر شمولاً ودقة للأمريكيين العرب في البيانات الرسمية، ويعكس قوة المناصرة والمشاركة المجتمعية. ستساعد فئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معالجة التفاوتات وضمان رؤية الأمريكيين العرب وإحصائهم بطريقة ذات مغزى.

المصادر:

https://chicago.suntimes.com/immigration/2024/04/05/chicago-illinois-census-middle-eastern-north-african-arab-american-mena-pritzker-biden