نشرت هيئة NBC Chicago تقريرها المفصل بتاريخ 23 أبريل 2025 حول تدهور مستويات التلوث في منطقة شيكاغو الكبرى، حيث صُنّفت المدينة ضمن أسوأ مناطق التلوث في الولايات المتحدة من حيث الأوزون والجسيمات الدقيقة:
١. المقدّمة وخلفية عامة
تشير أحدث بيانات التقرير السنوي لحالة الهواء 2025 الصادر عن الجمعية الأمريكية للرئة (American Lung Association) إلى تراجع ترتيب منطقة شيكاغو في تلوث الأوزون من المرتبة السابعة عشرة إلى المرتبة الخامسة عشرة على الصعيد الوطني، وإلى المرتبة الثالثة عشر في تلوث الجسيمات الدقيقة على مدار العام. هذه المؤشرات تستدعي وقفة معمقة لفهم العوامل المتعددة التي أدّت إلى هذا التدهور، خصوصاً بعد أن شهد عدد أيام الأوزون المرتفع في شيكاغو أعلى مستوياته منذ تحليل الفترة 2011–2013.
٢. أسباب تصاعد التلوث في شيكاغو
٢.١ الانبعاثات المحلية
- النقل والمركبات الآلية
- تمثل السيارات والشاحنات المصدر الأكبر لملوثات الأوزون الجوي (مثل أكاسيد النيتروجين – NOₓ) والمواد العضوية المتطايرة (VOCs).
- الزيادة السكانية وتوسع المناطق الحضرية أدت إلى ازدحام مروري مستمر خصوصاً على طريق بحيرة شور درايف ومداخل المدينة الرئيسة.
- تمثل السيارات والشاحنات المصدر الأكبر لملوثات الأوزون الجوي (مثل أكاسيد النيتروجين – NOₓ) والمواد العضوية المتطايرة (VOCs).
- الأنشطة الصناعية
- بعض المصانع والمرافق الطاقية المحيطة بشيكاغو تعتمد على اشتعال الفحم والغاز الطبيعي، مما يساهم في رفع مستويات ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) والجسيمات الدقيقة (PM2.5).
- تراجع تطبيق بعض المواصفات البيئية الصارمة على المنشآت القديمة نتيجة ضغوط اقتصادية.
- بعض المصانع والمرافق الطاقية المحيطة بشيكاغو تعتمد على اشتعال الفحم والغاز الطبيعي، مما يساهم في رفع مستويات ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) والجسيمات الدقيقة (PM2.5).
٢.٢ المصادر العابرة للحدود
- حرائق الغابات البعيدة
- شهدت ولايات غرب الولايات المتحدة خلال فصل الصيف الماضي موجة حرائق غير مسبوقة، حملت معها سحابات دخان وصلت أحياناً إلى الأجواء فوق شيكاغو، مما رفع معدلات الجسيمات الدقيقة PM2.5 بشكل حاد.
- يؤكد مركز معلومات حرائق الغابات الوطنية (National Interagency Fire Center) أن أضرارها امتدت إلى أكثر من 100 مليون فدان عام 2024.
- شهدت ولايات غرب الولايات المتحدة خلال فصل الصيف الماضي موجة حرائق غير مسبوقة، حملت معها سحابات دخان وصلت أحياناً إلى الأجواء فوق شيكاغو، مما رفع معدلات الجسيمات الدقيقة PM2.5 بشكل حاد.
- الرياح القوية وتغير المناخ
- تلعب الرياح الموسمية والرياح العكسية (الرياح الناجحة من الغرب إلى الشرق) دوراً في نقل الملوثات من الغرب نحو الغرب الأوسط.
- ارتفاع درجات الحرارة على مدار العقدين الماضيين يساهم في زيادة تفاعلات الأوزون الأرضي.
- تلعب الرياح الموسمية والرياح العكسية (الرياح الناجحة من الغرب إلى الشرق) دوراً في نقل الملوثات من الغرب نحو الغرب الأوسط.
٣. الأثر الصحي والبيئي
- الأمراض التنفسية: تشير دراسات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن ارتفاع مستويات الأوزون والجسيمات الدقيقة يرتبط بزيادة حالات الربو والتهاب القصبات الحاد.
- التأثير على الأطفال وكبار السن: الفئات الأشد عرضة للضرر تشمل الأطفال وكبار السن، نظراً لحساسية جهازهم التنفسي وضعف المناعة.
- التكلفة الاقتصادية: التقديرات الأولية تتجاوز مئات الملايين من الدولارات سنوياً بين تكاليف الرعاية الصحية وفقدان أيام العمل والدراسة.
٤. الإجراءات الحكومية والتوصيات
٤.١ على المستوى المحلي
- تعزيز وسائل النقل النظيفة
- توسيع شبكات النقل العام الكهربائي مثل ترام “لينك” وحافلات الكهرباء بحلول عام 2030.
- تشجيع مشاركة الرحلات (Carpooling) وتفعيل مسارات الدراجات الهوائية.
- توسيع شبكات النقل العام الكهربائي مثل ترام “لينك” وحافلات الكهرباء بحلول عام 2030.
- رقابة أكثر صرامة على المصانع
- تطبيق عقوبات مالية على المنشآت التي تتجاوز حدود الانبعاثات المسموح بها.
- الاستثمار في تقنيات احتجاز الكربون (Carbon Capture) والفلاتر المتقدمة.
- تطبيق عقوبات مالية على المنشآت التي تتجاوز حدود الانبعاثات المسموح بها.
٤.٢ على المستوى الفيدرالي
- تحديث معايير جودة الهواء
- إعادة تقييم معايير الأوزون والجسيمات الدقيقة وفق أحدث الأبحاث العلمية.
- تخصيص تمويل أكبر لوكالة حماية البيئة (EPA) لتعزيز قدرات الرصد والتحليل.
- إعادة تقييم معايير الأوزون والجسيمات الدقيقة وفق أحدث الأبحاث العلمية.
- التعاون متعدد الولايات
- إنشاء تحالفات بين الولايات الغربية والغربية الوسطى لمواجهة حرائق الغابات وتقليل الانبعاثات العابرة للحدود.
- إطلاق مبادرات مشتركة للزراعة المستدامة وإعادة التشجير للحد من مخاطر الحرائق.
- إنشاء تحالفات بين الولايات الغربية والغربية الوسطى لمواجهة حرائق الغابات وتقليل الانبعاثات العابرة للحدود.
٥. دور المجتمع المدني والمبادرات الفردية
- زيادة الوعي: نشر المعلومات حول “أيام الهواء النظيف” وطرق حماية التنفس عبر الحملات المحلية والمنظمات البيئية مثل Clean Air Task Force.
- الممارسات اليومية: تقليل استخدام المركبات الشخصية في الأيام الحرجة، والحفاظ على صيانة المركبات لتقليل الانبعاثات.
٦. الخلاصة
إن تصدر شيكاغو لقوائم المدن الأكثر تلوثاً ليس أمراً مفاجئاً بقدر ما هو إنذار بضرورة تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، لمواجهة تحدّيات تلوث الهواء. فمن جهةٍ، يتطلب الأمر ضبط الانبعاثات المحلية عبر التكنولوجيا والسياسات الرادعة، ومن جهةٍ ثانية، الفكر الاستراتيجي لمواجهة المصادر العابرة للحدود كالحرائق وانتقال الملوثات جواً.
للمزيد من التفاصيل، يمكنكم الاطلاع على التقرير الكامل للجمعية الأمريكية للرئة من هنا
المراجع:
- “2025 State of the Air Report,” American Lung Association.
- NBC Chicago Staff, “Chicago air quality ranked among worst in US,” NBC Chicago, April 23, 2025.
- National Interagency Fire Center – إحصائيات حرائق الغابات 2024.