تناقص في عدد سكان شيكاغو العام الماضي

من بين 19 منطقة مدن كبرى في الولايات المتحدة كانت منطقة شيكاغو هي الوحيدة التي لم تحقق نمواً سكانياً بين عامي 2015 و 2016 وفقاً لأرقام جديدة صادرة عن مكتب الإحصاء السكاني في الولايات المتحدة.

فقد خسرت شيكاغو 19,570 ساكناً، أو 0.2 بالمئة، وهو عدد أكبر من أي خسارة سكانية حدثت في إحدى مناطق المدن الكبرى في الولايات المتحدة. وفي حالة معاكسة فقد شهدت منطقة Dallas – Fort Worth – Arlington ازدياداً في التعداد السكاني يبلغ 143,435 شخصاً أو 2 بالمئة، وفقاً للبيانات.

وتتضمن منطقة شيكاغو كلاً من Naperville و Elgin وأجزاء من شمال غرب Indiana وجنوب شرق Wisconsin. وبالرغم من انخفاض التعداد السكاني إلا أن المنطقة تبقى ثالث أكثر منطقة اكتظاظاً بالسكان بعد نيويورك ولوس أنجلس.

ويأتي ترتيب منطقة St. Louis، والتي تتضمن أجزاء من إيلينوي في الموقع العشرين من المناطق الكبرى في الولايات المتحدة. وهي أيضاً قد فقدت عدداً من السكان يبلغ 1,328.

“يجب أن تكون إيلينوي إحدى أسرع الولايات نمواً. بدلاً من ذلك، فإن السكان يغادرون. لهذا السبب يعمل حاكم الولاية Rauner باجتهاد لتطبيق قرار ميزانية متوازنة بهدف خلق تغييرات تؤدي لجذب أصحاب الأعمال وتأمين الوظائف” قالت Eleni Demertzis وهي متحدثة باسم مكتب حاكم الولاية في بيان لها.

لكن قال متحدث باسم مكتب العمدة Rahm Emanuel أن هذه الهجرة هي جزء من موجة تحدث في المنطقة.

“من الواضح من بيانات الإحصاء السكاني أن المدن الموجودة في وسط الغرب قد شهدت انحساراً في التعداد السكاني خلال السنوات القليلة الأخيرة بما فيها شيكاغو، وهو أمر حاربناه من خلال مساعدة الدولة في نقل مواقع الشركات الكبرى لأربع سنوات متواصلة ومن خلال دعم العملية التعليمية لكل مدرسة مدنية في الولايات المتحدة” قال المتحدث Grant Klinzman في بيان. ” لكن عملنا الدؤوب في مقاومة موجة الهجرة هذه في المنطقة أصبح أكثر صعوبة عندما تسبق إيلينوي كل الولايات الأخرى في فقدان السكان لأن المحافظ قد خلق نوعاً من عدم الاستقرار في كل ركن من الولاية عبر رفضه لتطبيق أو إيجاد ميزانية متوازنة لمدة ثلاث سنوات.”

ومن منظور شامل فإن المناطق الكبرى الـ 382 في الولايات المتحدة تضمنت حوالي 277.1 مليون شخص في عام 2016 أي ما يمثل حوالي 86 بالمئة من التعداد السكاني للولايات المتحدة. حيث كان هذا زيادة تعادل حوالي 2.3 مليون شخص عن عام 2015.

وبقيت مقاطعة Cook ثاني أكبر مقاطعة في الولايات المتحدة وذلك بعد مقاطعة لوس أنجلس في كاليفورنيا حسبما قال مكتب الإحصاء السكاني. لكن استمرت مقاطعة Cook في معاناتها من فقدان السكان حيث غادرها 21,324 شخصاً بين عامي 2015 و2016.

وفي الحقيقة فإن مقاطعة Cook تسبق كل المقاطعات الأخرى في سرعة انخفاض السكان، بحوالي 21,300 شخص أقل. جاء بعدها مقاطعة Michigan Wayne حيث تقع ديترويت بانخفاض يعادل 7,700 شخصاً، ومن ثم مقاطعة Baltimore التي فقدت أكثر من 6,700 من سكانها.

وبالمقابل فقد حققت مقاطعة Maricopa في أريزونا أكبر زيادة في التعداد السكاني السنوي، وذلك بزيادة تعادل أكثر من 81,000 شخص في تعداد السكان، جاء بعدها مقاطعة Harris في تكساس ومقاطعة Clark في نيفادا.

كما قد تشابه الانحسار المستمر بعدد السكان في منطقة شيكاغو مع عدد من المناطق الأخرى في وسط الغرب بما فيها St. Louis وCleveland في حين شهدت المناطق الجنوبية والجنوب غربية زيادة في التعداد. وقد حصلت منطقتين كبريين في تكساس هما Dallas وHouston على أكبر زيادة بين تموز/يوليو 2015 وتموز/يوليو 2016 حيث زادت كل منهما أكثر من 100,000 شخص.

ويقول خبراء التوزع السكاني أن هذه البيانات تقترح عودة نشاط الموجة التي توقفت خلال فترة الركود الاقتصادي، حيث يهاجر الأمريكيون من منطقة الشريط الثلجي Snow Belt إلى ضواحي المدن الكبرى وإلى منطقة شريط الشمس Sun Belt.

ويأتي إعلان مكتب التعداد السكاني الأخير هذا بعد أن أعلن المكتب في كانون الأول/ديسمبر أن إيلينوي خسرت عدداً من الناس أكثر من أي ولاية أخرى خلال فترة 12 شهراً.

وفي حين أن هناك ثماني ولايات عانت من خسارة في التعداد السكاني بين 1 تموز/يوليو 2015 و1 تموز/يوليو 2016 فإن إيلينوي كانت الخاسرة الأكبر برقم يبلغ 37,508 من السكان. معظم هذا يأتي من كون سكان إيلينوي يهاجرون إلى ولايات أخرى.

يقوم مكتب الإحصاء بهذه التقديرات من خلال جمع التعداد السكاني الحالي مع الولادات وطرح عدد الوفيات وإضافة عدد المهاجرين.

ومن بين أكثر التقديرات الإحصائية مفاجأة كان أن أكثر من 114,000 من سكان إيلينوي هاجروا إلى ولايات أخرى.

ومن أحد أولئك المهاجرين كانت Marissa Marshall. فقد عرفت ابنة شيكاغو أنه قد حان وقت المغادرة عندما تصاعدت عمليات إطلاق النار بحيث أصبحت تشكل خطراً واقتربت من الحي الذي كانت تستطيع تحمل نفقة العيش فيه.

انتقلت السيدة ذات الـ 29 ربيعاً، وهي حامل بطفلها الخامس، إلى ضواحي St. Louis منذ حوالي ثلاث سنوات. هناك وجدت عملاً ومنزلاً بسهولة أكبر وحيث شعرت أنه من الآمن لها أن ترسل أولادها ليلعبوا خارجاً.

“لدي أولاد ولم أرغب بتربيتهم في تلك البيئة” قالت Marshall. “إنه من الأسهل أن تغادر شيكاغو لتحصل على المساعدة على أن تبقى في شيكاغو.”

هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع chicago.suntimes.com. لإطلاع على المادة الأصلية، إضغط هنا