تقف الـ Bean في الساحة محوّلة مشهد السماء إلى قطعة فنية رائعة. وتمنحنا ساحة Jay Pritzker شعوراً عصرياً يناسب العروض الثقافية التي تقام فيها. أما نافورة Crown فهي تمتع الأطفال بالمشاهد الغريبة التي تظهر على أحجارها. لكن في الطرف الجنوبي للمتنزه، بعيداً عن هذه التحف البصرية الخاطفة للأبصار تقع واحة نباتية مذهلة: إنها حديقة Lurie التي لم تحصل على التقدير الذي تستحقه، هي قطعة مصغرة وأنيقة تعبر عن ماضي ومستقبل شيكاغو معاً.
يشكل السياج النباتي الذي يحيط بها قطعة طبيعية تنساب بمهارة تتلاءم مع البيئة الطبيعية حولها. فقد قام Piet Oudolf أحد نجوم حركة New Perennial في تصميم الحدائق باختيار مزيج مبهر من النباتات التي تزدهر وتذبل مع مرور الفصول، مطبقاً فلسفته القائلة “لا تستحق النبتة أن تنمو إلا إذا كانت تبدو جيدة عندما تموت”. كما يشكل The Seam ممراً ينسجم مع المحيط ويقسم الحديقة على طول الجدران القديمة التي كانت في السابق تفصل بين البحيرة والمدينة: فإلى الشرق يقع Dark Plate حيث تعكس النباتات ماضي المدينة، وإلى الغرب Light Plate التي تعكس مستقبل المدينة المشرق.
والحديقة بحد ذاتها مزيج من النباتات من حول العالم، من زهور نبات الثور السيبيرية إلى نباتات البحر المتوسط، فتمنحنا تلك النباتات الأجنبية وهي تنمو بجانب النباتات المحلية مظهراً طبيعياً مذهلاً. وبشكل مشابه للبيئة المصطنعة التي تقدم لنا فيها الحديقة ملجأً للراحة، فإن الحديقة تمثل نمطاً عالمياً تمتد جذروه في نمطنا المحلي.