في عام 1970، قام الفنان الأمريكي وولتر دي ماريا بابتكار عمل فني غير عادي يعكس رؤيته للطبيعة الحضرية. أطلق عليه اسم “Concrete Traffic”، وهو عبارة عن سيارة كاديلاك دي فيل موديل 1957، مغلّفة بالكامل بخرسانة. تمثل هذه القطعة مزيجاً من الفن الصناعي والبيئة الحضرية، ما يثير العديد من التساؤلات حول علاقتنا بالتكنولوجيا والحضارة.
العمل الفني
استخدام وولتر دي ماريا سيارة كاديلاك، رمز الفخامة في الخمسينيات، لتمثل عنصراً أساسياً في هذا العمل. قام بتغطية السيارة بكمية هائلة من الخرسانة تصل إلى 15 ياردة مكعبة، مما جعلها غير قابلة للتحرك، كأنها قطعة أثرية متجمدة في الزمن. هذا التناقض بين الحركة المتوقعة للسيارة وسكونها الدائم تحت طبقة الخرسانة، جعل من “Concrete Traffic” عملاً فريداً يستدعي التأمل.
الرسالة الفنية
هذا العمل ليس مجرد تجميد لمركبة في الخرسانة؛ إنه دعوة للتفكير في التحولات الاجتماعية والتكنولوجية التي شهدتها تلك الحقبة. الكاديلاك، رمز الرفاهية والتنقل، أصبحت غير قابلة للاستخدام. هل يرمز هذا إلى نهاية حقبة من الطموحات المادية؟ أم أنه يعبر عن العلاقة المعقدة بين الإنسان والآلات؟ دي ماريا أراد من الجمهور إعادة التفكير في هذه الأسئلة من خلال تحطيم التصورات التقليدية عن الفن والمجتمع.
موقع العمل
تم عرض هذا العمل لأول مرة في شيكاغو، وقد تم نقل “Concrete Traffic” إلى مواقع مختلفة على مر السنين. يُعتبر هذا العمل قطعة فنية حضرية تتطلب تفاعل المشاهدين، فهو يعكس التحولات في المدن نفسها وكيف تتغير مع مرور الوقت.
الخاتمة
“Concrete Traffic” ليس مجرد منحوتة. بل هو رؤية جديدة لفهم العلاقة بين الفن والمدينة. من خلال تغليف سيارة فخمة بخرسانة، استطاع وولتر دي ماريا تقديم تعليق فني جريء على الرفاهية، الحضرية، والزمن. هذا العمل يظل رمزًا للفن التجريبي ويستمر في إثارة النقاشات حول مفهوم الفن في الأماكن العامة.